سبب نزول قوله جلّ وعلى {لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء}
صفحة 1 من اصل 1
سبب نزول قوله جلّ وعلى {لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء}
سبب نزول قوله جلّ وعلى { لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء }
موقع الأية فى القرآن
سورة آل عمران
لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ (181)
ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ (182)
الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىَ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (183)
قوله تعالى (آل عمران - 181): { لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء }
قال عكرمة والسدي ومقاتل ومحمد بن إسحاق
دخل أبو بكر الصديق رضي الله عنه ذات يوم بيت مدراس اليهود ، فوجد ناسًا من اليهود قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له فنحاص بن عازوراء ، وكان من علمائهم.
فقال أبو بكر لفنحاص : اتق الله وأسلم ، فوالله إنك لتعلم أن محمدًا رسول الله قد جاءكم بالحق من عند الله تجدونه مكتوبًا عندكم في التوراة ، فآمن وصدق وأقرض الله قرضًا حسنًا يدخلك الجنة ويضاعف لك الثواب.
فقال فنحاص : يا أبا بكر تزعم أن ربنا يستقرضنا أموالنا وما يستقرض إلا الفقير من الغنيّ فإن كان ما تقول حقًّا ، فإن الله إذًا لفقير ونحن أغنياء ، ولو كان غنيًّا ما استقرضنا أموالنا.
فغضب أبو بكر رضي الله عنه وضرب وجه فنحاص ضربة شديدة وقال : والذي نفسي بيده لولا العهد الذي بيننا وبينك لضربت عنقك يا عدوّ الله.
فذهب فنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ، انظر إلى ما صنع بي صاحبك.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر : "ما الذي حملك على ما صنعت ؟"
فقال: يا رسول الله إن عدوّ الله قال قولا عظيمًا ، زعم أن الله فقير وأنهم عنه أغنياء ، فغضبت لله وضربت وجهه ، فجحد ذلـك فنحاص.
فأنـزل الله عز وجل ردًّا على فنحاص وتصديقًا لأبي بكر : {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا }
عن مجاهد قال: نـزلت في اليهود صك أبو بكر رضي الله عنه وجه رجل منهم ، وهو الذي قال: إن الله فقير ونحن أغنياء ، قال شبل: بلغني أنه فنحاص اليهودي وهو الذي قال : { يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ }
سورة المائدة
وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْـزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)
( مَغْلُولَةٌ ) أي: بخيلة.
قالها فنحاص وقصد أن الله بخيل أمسك ما عنده (تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا)
ثم قال تعالى : (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ) أي: بل هو الواسع الفضل ، الجزيل العطاء ، الذي ما من شيء إلا عنده خزائنه ، وهو الذي ما بخلقه من نعمة فمنه وحده لا شريك له ، الذي خلق لنا كل شيء مما نحتاج إليه ، في ليلنا ونهارنا ، وحضرنا وسفرنا ، وفي جميع أحوالنا ، كما قال تعالى فى سورة إبراهيم
وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)
قوله تعالى (آل عمران - 183) : {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا }
قال الكلبي : نـزلت في كعب بن الأشرف ومالك بن الضيف ووهب بن يهوذا وزيد بن تابوة وفي فنحاص بن عازوراء وحيي بن أخطب ، أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : تزعم أن الله بعثك إلينا رسولا وأنـزل عليك كتابًا ، وإن الله قد عهد إلينا في التوراة أن لا نؤمن لرسول يزعم أنه من عند الله حتى يأتينا بقربان تأكله النار ، فإن جئتنا به صدقناك ، فأنـزل الله تعالى هذه الآية
__________________
موقع الأية فى القرآن
سورة آل عمران
لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ (181)
ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ (182)
الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىَ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (183)
قوله تعالى (آل عمران - 181): { لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء }
قال عكرمة والسدي ومقاتل ومحمد بن إسحاق
دخل أبو بكر الصديق رضي الله عنه ذات يوم بيت مدراس اليهود ، فوجد ناسًا من اليهود قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له فنحاص بن عازوراء ، وكان من علمائهم.
فقال أبو بكر لفنحاص : اتق الله وأسلم ، فوالله إنك لتعلم أن محمدًا رسول الله قد جاءكم بالحق من عند الله تجدونه مكتوبًا عندكم في التوراة ، فآمن وصدق وأقرض الله قرضًا حسنًا يدخلك الجنة ويضاعف لك الثواب.
فقال فنحاص : يا أبا بكر تزعم أن ربنا يستقرضنا أموالنا وما يستقرض إلا الفقير من الغنيّ فإن كان ما تقول حقًّا ، فإن الله إذًا لفقير ونحن أغنياء ، ولو كان غنيًّا ما استقرضنا أموالنا.
فغضب أبو بكر رضي الله عنه وضرب وجه فنحاص ضربة شديدة وقال : والذي نفسي بيده لولا العهد الذي بيننا وبينك لضربت عنقك يا عدوّ الله.
فذهب فنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ، انظر إلى ما صنع بي صاحبك.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر : "ما الذي حملك على ما صنعت ؟"
فقال: يا رسول الله إن عدوّ الله قال قولا عظيمًا ، زعم أن الله فقير وأنهم عنه أغنياء ، فغضبت لله وضربت وجهه ، فجحد ذلـك فنحاص.
فأنـزل الله عز وجل ردًّا على فنحاص وتصديقًا لأبي بكر : {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا }
عن مجاهد قال: نـزلت في اليهود صك أبو بكر رضي الله عنه وجه رجل منهم ، وهو الذي قال: إن الله فقير ونحن أغنياء ، قال شبل: بلغني أنه فنحاص اليهودي وهو الذي قال : { يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ }
سورة المائدة
وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْـزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)
( مَغْلُولَةٌ ) أي: بخيلة.
قالها فنحاص وقصد أن الله بخيل أمسك ما عنده (تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا)
ثم قال تعالى : (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ) أي: بل هو الواسع الفضل ، الجزيل العطاء ، الذي ما من شيء إلا عنده خزائنه ، وهو الذي ما بخلقه من نعمة فمنه وحده لا شريك له ، الذي خلق لنا كل شيء مما نحتاج إليه ، في ليلنا ونهارنا ، وحضرنا وسفرنا ، وفي جميع أحوالنا ، كما قال تعالى فى سورة إبراهيم
وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)
قوله تعالى (آل عمران - 183) : {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا }
قال الكلبي : نـزلت في كعب بن الأشرف ومالك بن الضيف ووهب بن يهوذا وزيد بن تابوة وفي فنحاص بن عازوراء وحيي بن أخطب ، أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : تزعم أن الله بعثك إلينا رسولا وأنـزل عليك كتابًا ، وإن الله قد عهد إلينا في التوراة أن لا نؤمن لرسول يزعم أنه من عند الله حتى يأتينا بقربان تأكله النار ، فإن جئتنا به صدقناك ، فأنـزل الله تعالى هذه الآية
__________________
مواضيع مماثلة
» سبب نزول قوله تعالى: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم}
» أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ
» وقفة مع قوله تعالى (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك)
» ورد في القرآن عند الحديث عن قصة مريم ، قوله تعالى:
» تأملات في أحسن القصص (قصص وراء نزول بعض الآيات)
» أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ
» وقفة مع قوله تعالى (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك)
» ورد في القرآن عند الحديث عن قصة مريم ، قوله تعالى:
» تأملات في أحسن القصص (قصص وراء نزول بعض الآيات)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى